الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين و على سائر الأنبياء و المرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .............
كيف نستقبل رمضان ؟
ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات ، وأن يكون من السباقين إليها ومن
المتنافسين فيها ، قال الله تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [المطففين
:26]
فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية :
الطريقة الأولى : الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافيةحتى تنشط في عبادة الله تعالى ، من صيام وقيام وذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله .
الطريقة الثانية : الحمد والشكر على بلوغهقال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة ، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى أو يثني بما هو أهله وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ، والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة ، تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ، فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
الطريقة الثالثة : الفرح والابتهاج ،
وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات .
الطريقة الرابعة : العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضانالكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور
الدنيا ، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة ، وهذا ناتج عن عدم الإدراك
لمهمة المؤمن في هذه الحياة ، ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله
ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ، ومن أمثلة هذا التخطيط
للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ، فيضع المسلم له
برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى ، وهذه الرسالة
التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى .
الطريقة الخامسة : عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحةفمن صدق الله صدقه وأفAانه على الطاعة ويسر له سبل الخير ، قال الله عز وجل:
{ فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } [محمد:21]
الطريقة السادسة : العلم والفقه بأحكام رمضانفيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد ، ومن ذلك صوم
رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه ، ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى { فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }
[الأنبياء:7]
الطريقة السابعة : علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات ، والتوبةالصادقة من جميع الذنوب ، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها ، فهو شهر التوبة0D
فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟
قال الله تعالى { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
[النور:31]
الطريقة الثامنة : التهيئة النفسية والروحيةمن خلال القراءة والإطلاع بجميع الوسائل المتاحة التي تبين
فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه
الطريقة التاسعة : الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه من خلال : - تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لإلقائها في مسجد الحي .
-توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل
الحي .
- إعداد – هدية رمضانية – وبإمكانك أن تستخدم في ذلك الظرف بأن تضع فيه شريطين
وكتيب ، وتكتب عليه هدية رمضان .
- التذكير بالفقراء والمساكين ، وبذل الصدقات والزكاة لهم .
الطريقة العاشرة : نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع :
أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ت- مع الوالدين والأقارب والأرحام ، والزوجة والأولاد بالبر والصلة .
ث- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً ،
قال صلى الله عليه وسلم « أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني: مسجد المدينة شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه _ ولو شاء أن يمضيه أمضاه _ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ، ( وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل).
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر ، واستقبال المريض للطبيب
المداوي ، واستقبال الحبيب للغائب المنتظر .
فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إن أنت السميع العليم .