اسمحو لي ان انقش على جدران منتداكم ذكرى لمرحله مرت ولن تعود
اظنها...
لا بل انا اكيده بانها تعيد نفسها على كل واحد منا بالتناوب هذا البارحه وذاك اليوم
وربما انت غدا
مرحلة ثانويه لم اعرها الاهتمام وعملت جاهده لانهيها كي لا اتذكرها
لكن الندم اخذ مجراه
مبتغايه ان تعلموا شيئا قد تعلمته رغم صغره
لكنه اكبر مما تتصورون!!!
وجدتم التكبر وذاك التعجرف لكن اعلموا انها شخصيه متقلبه تذمرت لبعض الوقت والزمن قد روضها
هذه حياة البشريه
ارجوا لي ولكم التوفيق
طبعا بقلمي
اظنها...
لا بل انا اكيده بانها تعيد نفسها على كل واحد منا بالتناوب هذا البارحه وذاك اليوم
وربما انت غدا
مرحلة ثانويه لم اعرها الاهتمام وعملت جاهده لانهيها كي لا اتذكرها
لكن الندم اخذ مجراه
مبتغايه ان تعلموا شيئا قد تعلمته رغم صغره
لكنه اكبر مما تتصورون!!!
مما نقش بالذاكره......
ها هو قلمي بدا يرثى لحالي بعد مضي اكثر من اسبوعين على تخرجي
قرر احياء الذكرى مرة اخرى
ويا ليته لم يفعل!!!
اول صورة اعتلت مخيلتي حين كنت اتذمر من المدرسة ومعلميها ومن كل التفريقات التي عانيتها
لكن وراء كل صورة كانت بغيتها تشويه ذاك المكان تتبعها صور تملئها ضحكات ونكات
لم ولن انسى تلك الكتب التي طالما بغضتها التي تتحدث عن السقوط الحر ,
والحركات الدائريه ومن ثم الامواج الالكترومغناطيسيه وكيفية عمل التلفاز..... الخ
حين عودتي من اخر امتحان قبل حفلة التخرج كانت تلك الكتب مركونة في غرفتي لم ادري من اين اتاني الحنين لاتصفحها وكل صفحة اقلبها كانني اطوي ذكرى مرت.
لكن .... لا يهم .... بعد اسبوع تخرجي ... هذا يعني لم انْهِ ذهابي وايابي الى تلك الكليه ..!!
واتى ذاك اليوم ... لن اكذب .... لم اكن منفعله اوحتى اكن ذاك الشعور الذي اعتلى خلجات قلب كل زملائي وزميلاتي اتجاه الحفل
فقط كنت اتبسم في وجوههم واساعدهم في لبس زي التخرج التي حلمت به اثنا عشرة سنه !!!
وها هو اليوم قد اتى ولا اشعر بحنين له ... يا لـ الغرابه !!!
ها نحن ننتظر في غرف الدراسة داخل المبنى الشرقي من الكليه
فهذا المبنى معزولا نوعا ما عن باقي الكليه وهدف اعزالنا لنكون مفاجأة لاهالينا ليحتفوا بنا .... فمنا اول من يتخرج من ذاك البيت والبعض اعتاد ذلك والاخر هو الاول والاخر...!!!
"حال الدنيا مش هيك ؟ولا كيف!"
طالت ساعات الانتظار حتى وصلت الساعتان والنصف
وبدا التذمر يعتلي ويجتاح سكون المبنى
نعلم ان الاحتفال سيبدا الساعه السادسه مساءا,
فماذا حدث اصبحت الساعه السابعة الا ربع,
ام هذه هي مواعيد العرب كما اعتدناها؟!!!!
وبعد ان حدثت بعض الاضطرابات ... اخيرا قرروا ..اظهار الممثلين على المسرح من وراء الكواليس.... " واخيرا !!!"
الجميع دخل في توتر شديد وكأنهم لم يعطونا الوقت الكافي للاستعداد!!!!
بدأت العباءات تاخذ موضعها الصحيح على الاجساد, والقبعات تتراس القائمه, واخذت زينة القبعات المتدلى تصطف الى الجانب الايمن من على كل سطر يتم الوقوف فيه بانتظام , ولن انسى البالونات التي اخذت اللون الاحمر والابيض في شكلها فقد تم حملها في الجهة اليسرى من كل يد وكان اولنا القصير واخرنا الطويل " كنت انا الوسطى هههه"
ها نحن نخرج الى الهواء الطلق بعد نزول عدة طوابق .
في هذه اللحظات بدأ الحنين يخرج كبصيص نور ضئيل في قلبي اتجاه زملائي وخاصة الى صديقتي المقربه لا بل اختي وتوام الروح كما يقولون ولا يفتأ قلبي الا ان يقر ويعترف بثبوت هذه الحقيقه كلما اقتبرنا الى نزول اخر العتبات التي لا تكاد تفصلنا غير اجزاء من الثانيه للظهور ... والا بالقبعة تقع.... لا ينقصني الا ذلك... ثبتت طوال هذه الساعات ولم يروق لها الا ان تقع في هذه اللحظات...
اجتزت الموقف المحرج وكأنه لم يحدث أي شيء حاولت تحاشي الاضواء والصور لكن لم افلح في ذلك ... "نصيب شو اعمل"
صعدنا للمسرح وقمنا بالمشي في طريق حلقة حتى ثبت وقوفنا واحدا جانب الاخر.
بحثت بين الجموع عن احد لم يفعل أي شيء يدل على انه موجود, ولا يعلم ان قلبي يحس ويستشعر وجوده , ورغم ان الوجود لم ينتبهوا لوجوده الا انه طغى على كل الوجود.
تفحصت عيناي اين هو؟ حتى اتتني اشاره تنبهني وتشير الى وجوده,
كان هناك يجلس و يحمل طفلا صغيرا ويواري دموعه به, اتعلمون انه اقصر مني لكن قلبه اكبر شيء في الكون ووجهه ملاك فلا ينكر ذلك احد ... انها من سطعت في حياتي بريقها ليكون الشمس والقمر..
لا استطيع قول الكلمه التي تدلي وتمحي هويتها المجهوله لا اعرف اذا كنت استحقها ام لا سابوح بهويتها وقلبي يعتصر الم وذل ومحبة ورأفة لانني لم ولن اوفيها حقها ما حييت انها اعز ما في الوجود انها امي انا ..امي لي وحدي...لا اعلم لم امتلكني شعور الانانيه تلك اللحظه لم انتبه لاي احد كانني انا وهي فقط في القاعه.. انا وهي احاول ان اثبت نظراتي في عيناها لكن ما تبرح الا وذلك الطفل يظهر من جديد ليواريها عني ومن ثم اسمع ضجيج الحضور وكانني الان انتبهت لوجودهم !!
يا لـ تلك اللحظه كانت اكبر واطول من الساعتين والنصف التي قضيناها ننتظر فقط!!
والان حان وقت النزول من على المسرح واخذ مواقعنا في الجلوس داخل الساحه, الخريجين في المقدمه وذوينا خلفنا .
ها هو المدير اعتلى المسرح ليلقي كلمة ترحيبيه ومن ثم تحية لنا
كان هنالك شيء غريب في كلامه يعيد على الجمله مرتين او يعكس ترتيب حروف الكلمه بدل ان يقول العمليه العلميه او اعزائي الطلاب
عزيزاتي الطلاب !!!
ما به هذا المدير هل اول مرة يلقي خطاب؟ ام ان الحضور الهائل اثار فيه الرهبه؟, لكن هذا الفوج السادس والثلاثين الذي يقوم بتخرجيه.
ههههههه يا لـ العجب !!!
قبعة تسقط في احلك الاوقات ... ومدير يتلعثم... ماذا هنالك بعد!!!
اقترح ان يقوموا بتغيير العنوان من حفل تخريج الى حفل تهريج .
والان اتت فقرة ذاك المرشد الجديد الذي تمنى له المدير عملا موفقا
المهم لا اعلم ماذا قال لان كلامه لم يعجبني قط جل ما فتأ به
اعزائي الحضور ..اعزائي الحضور...اعزائي الحضور
"عزيزي اعمل معروف ونقطنا في سكوتك ... اففف"
انا اعلم ما سبب كل الاخطاء تلك لانهم لم يفتتحوا الحفل بقراءة القرآن الكريم بل افتتحوه باغاني .
"يلا منيح بدايتنا باااذن الله عسسسسسسل"
والان اتى ما قد انتظرته طويلا... مسرحية لفرقة اطلقت على نفسها
-فرقة الشارع- لقد زرعت البسمة على شفاه الحضور لكن من فهم وايقن ما هدفت له هذه الفرقه لضحك من منبع الالم والقهر وليس من منبع الترفيه والضحك
وصفت واقع مرير ساذكر مقطع منه وهو كالاتي:
شخصان الذان يمثلان
الاول يقوم بدور الحفيد والاخر الجده
وها هو الحوار:
"
الحفيد: شو بتعملي يا ستي؟
الجده: كاعده ع الانترنت.
الحفيد: طيب يا ستي ديري بالك مش تروحي هين ولا هين
الجده: لا متخفش يا ستي كاعد انا على موقع سوق الخظرا
الحفيد: وشو بتعملي هناك؟
الجده: والله كاعد بشتري بخظرا لدار بدل ما اقوم واروح ع الدكانه بتعب من المشي هيك ع الانترنت كل شي بيوصلني لحدي ومش بس هيك انا زرعت ارظ يا ستي وهظني بلقط في المستوي فيها شايف ستك مش هبله
الحفيد: والله منتي قليله يا ستي طيب بدي اسالك انا
الجده: اسال يا ستي
الحفيد: مش انت بتقوليلي انك بتشتري خظرا من السوق هاي فهمتها يا ستي بس السؤال الي محيرني انو شغلة الارظ مش راظيه تفوت راسي؟
الجده: ليش يا ستي
الحفيد: طب فهمناها انو بتلقطي الخظرا المستويي بالارض طيب واذا باقت مش مستويي شو بتعملي؟
الجده: ول يا ستي بدك انا اعلمك؟ اذا لقيت خظرا مش مستويي بكبس كليك يمين بحط سيف از للسنه الجاي..
"
طبعا لن اتطرق الى مفهوم هذا المقطع لانه ليس مبتغاي.
هاي هي الفرقه تنهي عملها ليركز الحضور انتباهه للفقره الاتيه وقد كانت كلمة الخريجين, لا اعتقد ان هنالك احد سمع ما قالت الفتيات لان الساعه اضحت التاسعه والنصف ليلا وبقي على الحفل ساعه بالكثير .
هنا احتشد القوم لم يحلو لهم الوقوف والتصور الا امامي لم ارَ شيئا غير باقات الورود التي تهدى للابناء ومن ثم التصوير
"يا حلاوي هاد لو كان ممثل شو عمل"
"اذا اتخرج من الثانويه وهيك عمل ايش حال لو تخرج من الجامعه عمل عرس"
"شوف اذا هسه لبسوها ذهب شو بكرا بدهم يلبسوها هههه اكيد الماز يختي"
يوووو مكثر برمكن--
هذه بعض الانتقادات التي سمعتها ايدت بعضها وانتقدت البعض الاخر.وبشـــده!
والان اتت النهايه طلب عريفو الحفل –صحيح تذكرت عريفو الحفل هم من طلاب صفي- من الخريجين ان يصعدو الى الساحة العليا ليستلمو الشهادات واخذ كتاب فيه جميع صور الخريجين وكلمة كل طالب وتمنيات المعلمين لنا.
انتهت السهره
وبذلك انتهت الايام التي جمعتنا على مقاعد الدراسه,
وتلفيق النكت على كل معلم يدخل ويخرج من صفنا,
لن انسى تذمري من طول الدروس رغم قصرها
الا اني لن انكر فضل معلمييَ على جهودهم الجباره
التي علمت ان روح العزيمة تسكن في بعضهم!!!
والبعض الاخر لا يعرف العمل الا عندما يرى بعض ما يرضي الجيوب ^^^^^
ها انا ادخل البيت, حظيت بقبلة على الجبين من ابي وضمني ليقول لي "عقبال الجامعه يابا"
-امين من تمك لباب السما –
فتحت باب غرفتي فاذا بي ارى الكتب نصفها مركون فوق سريري والاخر على المكتب والاوراق تزين الارض طبعا بشكل فوضوي
خطوت خطوة الى الداخل واذا بي ادوس على قلمي الرصاص
- اه اتذكرت لما كنت ادور على قلم الحبر عشان اتاخرت عن موعد الامتحان ورميت كل قلام الرصاص على الارض خخخخخ -
تسللت بسمة وسط شريط الذكريات الذي عرض امامي في بضع ثوان
سخرت من نفسي قليلا
شيء طبيعي ان اكن الاحترام والاعتزاز الى اناس قضيت معهم ثلاث سنوات .
لكن لم اظهر ذلك حتى لنفسي انا.
فلمَ الان؟؟؟؟؟
وضبت غرفتي وعندما انتهيت جلست على كرسي المكتب
ذهبت بتفكيري بعيدا
واذا بشعور اجتاحني ليقول لي اني كبرت فعلا
فالانسان منا من يظهر حبه للاخرين وقدر مقامهم في القلب افضل بكثير من ذاك الذي يكتمه سرا
فمن يعلم؟ اليوم نجدهم امام ناظرينا وغدا لا نراهم ابدا
هذه هي الحياه
لقاء وفراق,حياة وموت
وطبعا مسؤوووووووووووووووووووووووووووووووووووليه
من ذكريات حفلة التخرج ....... الى تخرجي الاتي باذن الله
وجدتم التكبر وذاك التعجرف لكن اعلموا انها شخصيه متقلبه تذمرت لبعض الوقت والزمن قد روضها
هذه حياة البشريه
ارجوا لي ولكم التوفيق
طبعا بقلمي