تشكو الكثير من الأمهات من أنانية أطفالهم، وتقول دائماً إنها لا تعرف كيف أصبحوا هكذا، فأمهم لا تحب ذلك وأبيهم أيضاً، وسلوك الأنانية هذا يكره الأطفال في الطفل، بل والمحيطين جميعاً، فهو لا يحب إلا نفسه، ولا يميل إلى التنازل عن أغراضه، ولا يحب أن يشاركه أحد متعه، وألعابه.. بل يحب أمه له وحده، أو أبيه له وحده.
وتزداد المشكلة تعقداً حينما يذهب هذا الطفل في زيارة مع أسرته ويتجمع بأطفال آخرين أو حينما تستقبل أسرته أسرة أخرى بها أطفال، وهنا تكون الأزمة، فالطفل لن يتركهم يلعبون بأشيائه، ولن يترك أمه تحمل أي طفل منهم، والعديد العديد من المواقف المحرجة للأم والتي تصيبها بألم تجعلها أحياناً ترفض الذهاب في أي عزومة.
ولكن كيف تكون الطفل هكذا؟ وهل لأسرته دوراً في ظهور هذا الطبع السيئ؟
الإجابة (نعم) تربى الأسرة طفلها على هذه العادة دون أن تشعر، ولكن كيف ذلك؟حينما تعمل الأم على توفير كل متطلبات الطفل في نفس وقت طلبها، ودون تأجيل ودون اعتبار لحاجات الآخرين سواء هي، أو أبيه، أو أخواته الآخرين.
وتعتقد الأم في ذلك بأنها تسعده ليخرج للحياة مشبع، ولا يشعر بالعوز، ولكن الأمر في الحقيقة غير ذلك، لأنه يصبح طفل لا يشبع، أي من يشبع أهله تماماً لا يشبع ويظل جائع لأنه يطلب المزيد والمزيد).
لا يؤجل رغباته، ولا يتحمل أن يشاركه الآخرون، فهو يعتبر نفسه الأساس والأول والأوحد والأجدر، والحياة لا تستمر هكذا فهناك من هو أذكى منه، وهناك من هو أجمل منه، و..
وبالطبع هو لا يتحمل ذلك، فيرفض الحياة، ويظهر سلوكاً عنيفاً تجاه الآخرين، وربما لا يكون له أصحاب، ويلفظ من زملائه حين المدرسة.
ولكن كيف نربى طفل غير أناني؟ هل يمكن تدريب الطفل منذ الصغر؟
عليك أن تعلمي طفلك من الشهور الأولى أن له آخرين محيطين به فتتركيه بعد إطعامه وتغيير ملابسه لتجلسي مع والده، وتتحدثي وهو على سريره أو في مقعده أمامكما.
في عمر السنة لا تستجيبي له فوراً إلا في حالة الضرورة، كأن يكون صراخه لجوعه أو لاتساخ حفاضته.
في سن أكبر، ابلغيه بأن بابا له جزء من الحلوى وماما أيضاً، حتى لو كنت لن تأكليها ليعرف إن الآخرين معه يشاركونه.
عوديه أن يعطى جزء من حاجاته للآخرين، الجدة أو العم أو الخالة.
إذا امتنع، أظهري أمامه شيئا يحبه، ولا تعطيه منه، وحينما يبكى قولي له إنك لا تعطى فلان فلا يجب أن تأخذ.
حددي وقتا تشاهدين فيه التليفزيون أو تتحدثين إلى صديقاتك، وأبلغيه إن ماما لا زم تعمل هذا عشان ما فيش واحد بيكون لواحد بس، وهو يلعب مع فلان وفلان، وماما أيضاً تختار ما تلعب معه أو ما تشاهده.
لا تقلقي من بكائه أو تنطيطه، فسوف يتعود ويفهم.
لا تقلقي من إنه سوف يفهمك أو لا، فهو كصفحة بيضاء يمكنك أن تكتبي عليها ما تريدين ليحفر في شخصيته.
منقول للفائدة